غشاء البكارة: ماذا عن مكانه وسمكه وكيفية فضه؟ وهل هو من القوة بحيث يتحمل الصدمات أو الانزلاق من دراجة مثلاً؟ أم من الممكن فقده بسهولة؟
إن غشاء البكارة هو عبارة عن نسيج ليفي مطاطي، وهو نتاج التحام الطبقة الخارجية للجسم "الجلد" والطبقة الداخلية "الحشوية"، وهو يقع عند التقاء الثلث السفلي مع الثلثين العلويين للقناة المهبلية، أما عن سمكه فهو يختلف من فتاة إلى أخرى، فهو يوجد على صورتين، إحداهما صورة غشائية وتكون مطاطية ومرنة، وصورة أخرى لحمية وتكون أكثر سمكاً وأقل مرونة، ولكن في كلتا الحالتين، فهو لا يتصدى لإتمام العلاقة الحميمة كما يظن البعض فيه، إذ أنه أحياناً ما يعزي بعض المتزوجين حديثاً عدم إتمام العلاقة الحميمة في أيام الزواج الأولى لسمك غشاء البكارة الزائد عن الحد، والذي يصل كما يظنون إلى الحد الذي يستحيل معه اختراقه، وهذا كلام عار تماماً من الصحة ولا يمت بأدنى صلة للثوابت العلمية والثوابت الطبيعية.
أما عن كيفية فضه فهي تكون عن طريق ادخال شيء في فتحة المهبل، شريطة أن يدخل لمسافة كافية تزيد عن المسافة التي يقع عندها الغشاء (2سم- 2.5سم من الفتحة الخارجية) وهناك أيضاً بعض الإصابات التي تسبب فض الغشاء، مثل حوادث السيارات أو ما شابه. (عافانا الله وإياكم من الشرور) فهناك طرف حاد يمر أحياناً داخل أنسجة الأعضاء المحيطة به فيسبب تلفها وأحياناً قطعها.. هناك أيضاً الالتهابات والتقرحات الشديدة التي تصيب منطقة المهبل إذا لم تعالج وسببت زحفاً لأثارها التدميرية إلى الجدار الداخلي للمهبل، فتصيب من ضمن ما تصيب منطقة وأنسجة غشاء البكارة، ولحسن الحظ فإن ذلك لا يحدث إلا في حالات نادرة، أما السبب الأخير فيعرف باحتمال تأثيره على غشاء البكارة، وهو إصابة المنطقة بالأورام، وخاصة الخبيثة منها والعياذ بالله، إذ أنه من طبيعة هذا النوع من الأورام أنها لا تترك أخضر ولا يابساً إلا وأتت عليه، بل وزحفت إليه إذا لم يتم علاجها مبكراً، وتركت للانتشار الموضعي الذي يحدث مبكراً جداً وسريعاً جداً.
أما عن الأفكار الشائعة التي تدعي أن غشاء البكارة يتأثر بالصدمات العادية أو الوقوع من الدراجات أو ممارسة الرياضة أو ركوب الخيل أو القفز من الارتفاعات أو.... أو... فكل ذلك كلام غير صحيح وليس له أساس علمي أو طبي من أي ناحية.
كيف تتم معرفة ما إذا كانت الفتاة قد فقدت عذريتها أم لا؟ وهل يمكن ذلك دون اللجوء للطبيب لفحصها أم أن الأمر يستلزم ذلك؟
إن هذا السؤال تحديداً يقابلني كثيراً في حياتي العملية، ومن طلبتي في كلية الطب، ومن الشباب والرجال بشكل عام... وهو ذلك الوسواس الذي يسكن رءوس الشباب ويجعلهم يشكون في زوجات المستقبل، وفي كثير من الأحيان، بل في معظم الأحيان يكونون غير مرتبطين بعد، أي أن شكوكهم موجودة في فتيات لا يزلن في علم الغيب، ولا يزلن في كنف أسرهن.
عودة إلى صلب السؤال أقول إن التأكد من عذرية الفتاة من عدمها لا يمكن أن يحدث دون اللجوء لطبيب لفحص الفتاة والكشف عن بكارتها، ولكني هنا أقول إن مجرد عرض موضوع كهذا بين شاب وفتاة لا يزالان في بداية خطواتهما الأولى على سبيل العيش سويا والاشتراك في حياة واحدة سيكوَنان عنصريها الأساسيين، يكون بمثابة خنجر مسموم يغرس في صميم كرامة الفتاة، وأقول ذلك هاهنا بناء على تجارب شخصية عاصرتها عن قرب، وكان هذا الموضوع سبباً في نهاية العلاقة برمتها أحياناً، ونهاية العلاقة النفسية أحياناً أخرى، وهذا في رأيي أسوأ حالاً.
وهنا أريد أن أهمس في أذن الشاب قائلة إنك يا صديقي لابد أن تتحرى فتاتك وأخلاقها وأهلها، وفوق هذا وذاك دينها إعمالاً لوصية الرسول (ص) الذي وضع قوانين اختيار الزوجة وأورد في أولها أنها يجب أن تكون ذات دين، وذات الدين تلك ستحوي بدورها كل الأخلاق الحميدة التي تطمئن الشاب الذي سيرتبط بها، بحيث لن تساوره تلك الشكوك في سلوكها السابق على الزواج..
كما أن الجزاء من جنس العمل، وبهذا أقصد أن الشاب إذا أصلح من نفسه وخلقه قبل الزواج فإن الله قطعاً سيرزقه بمن حفظت نفسها له كما حفظ هو نفسه لها، وبالتالي سوف تحفظه في وجوده وغيابه بعد زواجه منها....
فاسعوا يا شباب الأمة للإصلاح من أنفسكم يصلح الله لكم غيب أمركم ويرزقكم الخير كله، ومنه الزوجة الصالحة والتي هي خير متاع الدنيا. أما من يترك منكم رأسه للشيطان يوسوس له، ويشغل باله بما يضره ومن حوله ولا يفيده ويضيع عليه وقته هباء، فهذا هو الشر بعينه، وهو غير مستغرب على الشيطان فهو بالطبع لا يريد الخير لبني البشر بأي من الصور، وهو يتسلل لابن آدم من أكثر النقاط ضعفاً لديه، فلا تدعوا له الفرصة لإتيان هدفه، وليقدم الله لكم العون يا شباب الأمة على حسن الاختيار، ويا فتيات الأمة على حفظ أنفسكن حتى الزواج. وأنفسكن وأزواجكن بعد الزواج بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق