عبد الفتاح السيسي وأحمد شفيق، ثنائي ارتبط اسمهما، منذ فترة قريبة، بكلمة صراع ومناوشات ظلت لفترة مكتومة، ثم خرجت إلى العلن صراحة مع انتشار ملصقات تدعو الفريق شفيق "رئيس مصر". وتبع ذلك رسائل شديدة اللهجة من النظام تحذيرية لشفيق. ثم تطور الصراع بين الفريق المعتمر في أبو ظبي والنظام الحاكم، حين منعت جهات سيادية حواراً لشفيق مع مذيع التسريبات، عبدالرحيم علي، بعد عرض برومو الحوار، وفيه فتح النار على الجهات الأمنية التي تدير البلاد.
ثم فوجئ كثيرون بصوت شفيق، ليس كما اعتدنا على قناتي "صدى البلد" أو "القاهرة والناس" المقربتين من شفيق، أو "العاصمة" صاحبة الحوار المحظور، ولكن على قناة "أوربيت" ذات التمويل السعودي، ومع عمرو أديب، ورفيقه المحامي خالد أبو بكر.
شفيق في الحوار أخرج الكثير، وإن كان مازال يخبئ الكثير، في مداخلة تليفونية، نفى فيها الصراع مع السيسي، لكنه، في الوقت نفسه، أصرّ على كلامه الذي يحرج السيسي، وفيه أنه هو الفائز الحقيقي بانتخابات عام 2012، وليس الرئيس المعزول، محمد مرسي، ما يعني ضمنياً أنه الأحق بالرئاسة عقب الإطاحة بمرسي في الثالث من يوليو/تموز.
وعن الرواية التي روّجتها الأذرع الإعلامية كثيراً واتهمت فيها حماس باختراق الحدود المصرية وفتح السجون، كذّبها شفيق خلال المداخلة، وأكد أن المجلس العسكري استخدمها ذريعة لإقناعه شخصياً بقبول إعلان فوز مرسي حتى لا تشتعل البلد حسب روايته، وهو ما لم يقبله شفيق وشكك في مصداقيته، وسخر من الرواية برمّتها، وحمل الجيش والمخابرات المسؤولية في حال صحتها.
وأكد شفيق رواية اتصال الفريق عنان وقتها به، ليؤكد له: "كله تمام يا أفندم وابقى افتكرنا"، ولم يكتف بذلك، بل قال إن رئيس المخابرات وقتها اتصل برؤساء مخابرات دول عربية، وأخبرهم بفوز شفيق، ما يحمل اتهاماً صريحاً للمجلس العسكري بتزوير الانتخابات لصالح مرشح الإخوان، والسيسي بالطبع جزء من هذا المجلس.
ثم أضاف شفيق رواية جديدة عن لقائه المشير طنطاوي عقب الانتخابات. يومها سأله المشير: "الشارع بيقول إيه؟"، فرد شفيق "إن الناس بتقول إن لجنة الانتخابات لعبت في النتيجة". ثم أبلغ المشير نيته الذهاب إلى العمرة على أن يعود بعد بضعة أيام لو كان "كل شيء تمام" ولو لم يشعر بشيء يدبّر ضدّه. وهو ما اكتشفه بعدها بساعات، ليغير وجهته لأبو ظبي بعد منتصف الليل، ويذهب في عمرته الأطول في التاريخ، خوفاً من تآمر الإخوان عليه حسب قوله.
وعلى الرغم من نفي شفيق وجود مشاكل بينه وبين السيسي، إلا أن كلامه يؤكد عكس ذلك، فهو يقول، إن اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي لم يرد عليه حين استفسر عن بعض المواقف ضده من ضباط في القوات المسلحة، وهذا ما برر به عدم اتصاله لتهنئة السيسي بفوزه بانتخابات الرئاسة التي أجريت بعد الانقلاب. ثم عبّر صراحة عن صدمته حين لم يدعُه السيسي لحضور مشهد 3 يوليو الشهير على الرغم من دوره الكبير، الذي أكد أن المخابرات تعرفه جيداً، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض فروعها تتعامل معه على أنه متآمر وخائن وعدو للنظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق